تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تصاعدت تساؤلات المواطنين مؤخرًا حول أفضل نوعية لمياه الشرب، بعد انتشار مقطع فيديو أثار جدلًا واسعًا حول سلامة مياه الصنبور والمياه المعبأة، والمعايير التي ينبغي الاعتماد عليها عند اختيار المياه الأنسب للاستهلاك اليومي، هذا الجدل دفع كثيرين للبحث عن إجابات علمية واضحة، وفي هذا التقرير نستعرض رؤية أخصائي جودة الغذاء حول كيفية شرب المياه بطريقة آمنة وصحية.
التركيب المعدني
يقول الدكتور خالد عطية، الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، إن الجدل حول مياه الصنبور والمياه المعبأة يتجدد دائمًا، لأن الحكم على جودتها لا يتوقف على المصدر فقط، بل على كيفية المعالجة والتنقية، وحالة الشبكات والأنابيب، وحتى نوع العبوة التي تحفظ فيها المياه.
ويشير إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأميركية تشترط أن تحتوي المياه المعدنية على 250 جزءًا في المليون على الأقل من المواد الصلبة الذائبة، مضيفاً أن بعض أنواع المياه المعدنية قد تساعد على تحسين الهضم وتنظيم ضغط الدم وتقليل الإمساك، بفضل احتوائها على ماغنسيوم وبعض المعادن، لكن هذه الفوائد لا تجعلها الاختيار المثالي دائمًا إذ كشفت دراسات ألمانية وجود مواد ضارة في بعض العبوات البلاستيكية، بالإضافة إلى الأثر البيئي الكبير لعمليات التعبئة والنقل مقارنة باستخدام مياه الصنبور المنقاة داخل المنزل.
مياه الصنبور
ويؤكد د. خالد أن مياه الصنبور تكون آمنة إذا كانت شبكة المياه المنزلية جيدة وتتلقى صيانة دورية، أما في حال الأنابيب القديمة، فقد تنتقل الشوائب أو المعادن الثقيلة للمياه، وهنا يأتي دور الفلاتر المنزلية، وعلى رأسها الفلتر ثلاثي المراحل الذي يوصي باستخدامه مع تغيير الشمعات كل 3 أشهر لمنع تراكم البكتيريا والميكروبات.
كما يفضل تركيب الفلاتر في المطبخ والحمام، لأن بعض المواد الضارة قد تمتص عبر الجلد، أو يتم استنشاق الأبخرة الناتجة عن المياه أثناء الاستخدام.
مواد خطيرة لا ترى بالعين
ويوضح د. خالد أن هناك مواد كيميائية تُعرف بـ PFAS أو "المواد الأبدية"، وهي مواد لا تتحلل بسهولة ويمكن أن ترتبط بمخاطر صحية مثل السرطان وتلف الكبد، وتشير تقارير دولية إلى أن بعض شركات المياه المعبأة تعتمد في الأساس على مياه صنبور معالجة، بينما تظهر مؤشرات عالمية أن جودة مياه الصنبور في بعض الدول تتفوق على أنواع عديدة من المياه المعدنية المتداولة.
معايير أساسية
فيما تؤكد الدكتورة إسراء أشرف، أخصائي سلامة وجودة الأغذية، أن اختيار المياه لا يعتمد على "اسم الشركة" بقدر ما يعتمد على معيارين أساسيين، وهم جودة التركيب الكيميائي، وسلامة العبوة، وتوضح أن المياه قد تكون ممتازة من حيث المحتوى، لكنها تتعرض للتلوث بسبب سوء التخزين أو رداءة البلاستيك المستخدم في العبوة.
خط الأمان
وتوضح إن المياه المعبأة تخضع للمواصفة القياسية المصرية ES 1589، بآخر تحديث عام 2023، كما تعتمد بعض الجهات على مواصفة مياه الشرب العامة ES 190-1 / 2007، وتشمل أهم الحدود الكيميائية التي يجب الانتباه إليها:
الصوديوم: حد أقصى 200 مجم/لتر – والأفضل أقل من 50.
النترات: حتى 50 مجم/لتر – ويفضل أقل من 10 للأطفال.
الفلوريد: حتى 1.5 مجم/لتر.
الكالسيوم: بين 40 و80 مجم/لتر.
الماغنسيوم: أقل من 50 مجم/لتر.
المعادن الثقيلة: يجب أن تكون شبه معدومة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق والزرنيخ.
وتوضح د. إسراء أن هذه المعايير تمثل "خط الأمان" الذي يجب على المستهلك التحقق منه عبر قراءة الملصق قبل شراء أي زجاجة مياه، وتنوه إلى أن 50% من جودة المياه تعتمد على حالة الزجاجة، فالزجاجة المشوهة أو المنبعجة قد تكون تعرضت للحرارة، مما يؤدي إلى انتقال مواد كيميائية ضارة من البلاستيك إلى المياه، مثل "Antimony" و"Acetaldehyde".
كما تحذر من شراء زجاجات تم تخزينها تحت الشمس، لأن الحرارة العالية تغير طعم المياه وتقلل جودتها، وتشدد على ضرورة التأكد من إحكام غطاء الزجاجة، شفافية المياه وعدم وجود أي عكارة، وضوح تاريخ الإنتاج والصلاحية.
التعامل السليم بعد الشراء
وتوصي د. إسراء بحفظ المياه في مكان مظلل بعيدًا عن مصادر الحرارة، مع عدم إعادة استخدام نفس الزجاجة، لأن البلاستيك المصنوع للاستخدام الواحد قد يطلق موادًا ضارة عند إعادة الاستخدام، أما بعد فتح الزجاجة، فيُفضل استهلاكها خلال 24–48 ساعة مع حفظها في الثلاجة للحفاظ على جودتها.
تجارب عالمية
وتكشف أن التجارب الدولية تؤكد على أن رقابة الدولة على المياه هي العامل الأهم، ففي ألمانيا تقسم المياه لخمسة أنواع بينها مياه الينابيع والمياه المعدنية ومياه العلاج، وكلها تخضع لرقابة صارمة.
وفي بريطانيا تمر مياه الصنبور بعدة مراحل تنقية تشمل الترشيح والتطهير بالأشعة فوق البنفسجية والكلور، ما جعلها ضمن الأفضل عالميًا بحسب مؤشر الأداء البيئي لعام 2022.
فهذه التجارب تؤكد أن مياه الصنبور قد تكون آمنة وصحية للغاية عندما تخضع لعمليات تنقية فعالة ورقابة مستمرة، وهو ما يجعل اختيار المستهلك يعتمد في النهاية على حالة شبكة المياه وجودة الفلترة وسلامة العبوة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية